نستطيع تعريف التصوير الفوتوغرافي، على أنه فنٌ يمكن صاحبه من تجسيد مشهدٍ والاحتفاظ به، ولا يحصل له ذلك إلا بآليةٍ تعتمد على الاستفادة من الإضاءة والإشعاعات الواصلة لحساس الكاميرا الرئيس والتي تتمثل لاحقًا بالصورة التي نراها بصورةٍ بسيطةٍ وسريعةٍ. تقدمت التقنيات وتنوعت الأدوات إلا أن الفكرة لا زالت هي الفكرة نفسها التي بدأت قديمًا؛ لكنها تقدمت وتطورت كسائر التقنيات.
عملت التقنيات الحديثة على تسريع عملية استعراض الصور ومعالجتها، فبعد أن كانت البداية تتطلب من المصور الانتظار طويلاً للاتقاط صورةٍ والاستفادة من الاضاءة الموجودة للخروج بصورةٍ متواضعةٍ -إن قورنت بما نراه اليوم في أقل الكاميرات-. تطور العلم وتحسنت الأدوات وكنا نستخدم الأفلام لالتقاط الصور وتخزينها عليها، ومن ثم “تحميضها” باستخدام بعض المواد الكيميائية؛ حتى وصلنا أخيرًا لوسائط التخزين الرقمية والتي تتيح لك الحصول على الصور بصورةٍ مباشرةٍ وفورية وبجودةٍ تتخطى حدود الخيال.
تتوفر الكاميرات الرقمية الحديثة ضمن عدة تصنيفاتٍ نختصرها في بعض أربعة أنواعٍ أساسية؛ الكاميرات المدمجة (Compact) والكاميرات شبه الاحترافية (DSLR-Like) والكاميرات الاحترافية (DSLR) وأخيرًا الكاميرات بدون مرأة (mirrorless) وسنأتي لاحقًا على ذكر كلِ ما يميز ويعيب هذه الأنواع وما المناسب لاستخدامك.
يلجأ العوام في مفاضلاتهم بين الكاميرات الرقمية للمقارنة بين الكاميرا والأخرى بعدد النقاط الضوئية أو السؤال الوجودي المعتاد (كم ميجابكسل؟) مختزلاً كل العوامل الأخرى لهذه الأجهزة وتقنياتها بنقطةٍ لا تقدم الكثير على أرض الواقع!
في السلسلة القادمة من مقالاتي حول هذا الفن سأتحدث عن أبرز العوامل المؤثرة على جودة الصور، وأبرز المسميات والمصطلحات الواجب عليك معرفتها وفهمها، إلى جانب طريقة المفاضلة بين الكاميرات واختيار الكاميرا الأنسب لاستخدامك. وأصل في نهاية السلسلة من الموضوعات إن شاء الله لمشاركتكم بعض الشروحات وأهم القواعد المفيدة للخروج بصورٍ ممتازةٍ وذلك من منطلق بحثي وقرائتي الدائمين في هذا الباب ولست أدعي العلم المطلق بدون شك