اشتهرت Samsung بسلسلة معالجات Exynos والتي كانت ملازمة لهواتف الشركة العاملة بنظام الاندرويد وخاصة سلسلتي Galaxy S و Galaxy Note , هذه المعالجات والتي كانت في السنوات الماضية تعتبر من أقوى المعالجات في سوق الأجهزة الذكية واجهت هذا العام بعض المشاكل بعد استخدام Samsung لتقنية جديدة فيها
تقنية big.little التي ابتكرتها شركة ARM هي تقنية مفيدة للحفاظ على الطاقة وحرارة المعالج مع الإبقاء على الأداء العالي للمعالج , هذه التقنية تنص على أن المعالج الثماني النواة ( Octa ) سيأتي بنوعين مختلفين من الأنوية , 4 أنوية ذات أداء عالي بمعمارية A-15 بالإضافة إلى 4 أنوية ذات أداء منخفض بمعمارية A-7 , والهدف من هذا التنويع هو أن المعالج لن يعمل إلا بـ 4 أنوية فقط ويتم اختيار الأنوية المناسبة على حسب حاجة المعالج , فمثلاً عند الأداء العالي ستعمل الـ 4 أنوية ذات الأداء العالي A-15 , وعند الأداء المتوسط سيستخدم المعالج نواتين ذات أداء عالي ونواتين ذات أداء منخفض , كذلك عند الأداء المنخفض سيستخدم المعالج الـ 4 أنوية ذات الأداء المنخفض A-7 , بالإضافة إلى إمكانية عمل توزيعات أخرى بين الأنوية على حسب الحاجة لكن بشرط أن لا يتعدى عدد الأنوية التي تعمل 4 أنوية
وفي الحقيقة أن الهدف الأساسي من ابتكار هذه التقنية هو أن الأنوية التي بمعمارية A-15 تقدم أداء عالي جداً , لكن بصرف مهول للبطارية وحرارة عالية جداً وهذا ما دعا إلى إضافة أنوية ذات أداء منخفض A-7 يعتمد عليها المعالج في الاستخدام المتوسط والبسيط للتخفيف من حرارة واستهلاك البطارية
ماذكرناه في الأعلى هو شرح للتقنية التي ابتكرتها الشركة الأم ARM وأول من بدأ بتطبيق هذه التقنية هي شركة Samsung في معالجاها Exynos 5 Octa الذي كشفت عنه في بداية هذا العام , Samsung للأسف يبدو أنها استعجلت قليلاً في طرح المعالج حيث أن التقنية في معالجها لم تكن بأكمل صورة , فمعالج Exynos 5 Octa يأتي بنوعين من الأنوية مثل ماذكرنا أعلاه , لكن آلية عمله ليست احترافية , فالمعالج لا يوفر إلا حالتين من الاستعمال , إما 4 أنوية ذات أداء عالي A-15 وهذا مايسبب حرارة وصرف عالي للبطارية في الاستخدام الثقيل , وإما 4 أنوية ذات أداء منخفض A-7 وهذا مايعني أداء ضعيف جداً وبطئ وقلة سلاسة , وهذه هي المشكلة الرئيسية في المعالج حيث أنه لا يوجد حل وسط فالمعالج ملزم بإحدى الحالتين ولا يمكن مثلاً استخدام نواتين ذات أداء عالي + نواتين ذات أداء منخفض أو توزيعات أخرى على حسب حاجة المعالج مثل ماهو موجود في تقنية ARM , وهذا هو تفسير تحقيق معالج Exynos 5 Octa لنتائج رائعة في برامج قياس الأداء , والمعاناة من تعليق وبطئ في الجهاز في بعض الأوقات
كانت آمال المطورين في أن عدم اكتمال تنقية big.little في معالج يمكن حله بتحديث , إلى أن أُكتشف لاحقاً أن المشكلة في الهاردوير ولا يمكن حلها إلا بإصدار نسخة محدّثة من المعالج , وهذا مادعت إليه Samsung في الأسبوع القادم وهو ماكان مُتوقعاً منها قبيل طرح Galaxy Note 3 , حيث دعت الشركة في تغريدة لها إلى مؤتمر خاص بمعالج Exynos 5 Octa في الأسبوع القادم , وقالت أنها نسخة محسنة ومطورة من المعالج , وشخصياً أتوقع أن يتم تطبيق تقنية big.little بشكل كامل بالإضافة إلى إمكانية زيادة تردد المعالج وتغيير المعالج الرسومي إلى معالج أحدث ودعم لتقنية LTE , هذا بالإضافة إلى أنها ستطلق مسابقة مزامنة للكشف عن المعالج وسيحصل الفائزون على أجهزة تعمل بالمعالج الجديد الذي سيُكشف عنه في الأسبوع القادم
في الحقيقة كانت خطوة Samsung متوقعة جداً في ظل المنافسة الشديدة من Qualcomm والتي استحوذت بشكل كبير جداً على السوق , بل حتى أن استحواذها وصل إلى جهاز Galaxy S4 والذي تُشكل نسخة معالج Qualcomm Snapdragon 600 منه مانسبته 70% مقابل 30% من فقط للمعالج الخاص بالشركة Exynos 5 Octa !