بدأت حياة الأجهزة الذكية الملبوسة من مدةٍ طويلةٍ نسبيًا إذا ما عدنا بالذاكرةِ لبعض الاجتهادات الخجولةِ من الشركات، لكن الأمر الآن ليس كما كان في بداياته، معظم الشركات المتخصصة اقتحمت هذا المجال وبدأت بتقديم مزايا وتصاميم أكثر عمليةً من الأجيال السابقة، واختارت بعض هذه الشركات أن تتوجه بأسلوبها لمحاكاةِ الساعات التقليدية وهو أمرٌ يروقني حقيقةً فلست ممن يحب ارتداء ساعةٍ ميتةٍ، وأفضل أن يكون ما أرتديه مما يقدم لي خدماتٍ أكثر من مجرد معرفة الوقت والتاريخ. تجربتي اليوم والتي سأتحدث فيها عن Huawei Watch بإيجازٍ لا يخل بالمحتوى بمشيئة الله.
الصندوق ومحتوياته
لأصدقكم القول أولاً، أنا متفائلٌ حقًا بما تقدمه هذه الشركة من جودةٍ في تقديم منتجاتها وهو ما نال استحساني حقيقةً وبدون مجاملاتٍ، هاتفين وساعة تقدمها الشركة بصورةٍ تترك في نفس المستخدم أثرًا ممتازًا عما هو مقدمٌ على تجربته. ولعلي لم أنزل الشركةَ منزلها حقًا حينما حكمت على منتجاتها دون تجربةٍ مع بعض التحفظ على بعض الملاحظات والتي سأوضحها في مراجعتي القادمة للهاتف Huawei Mate S إن شاء الله.
صندوق الساعة فاخرٌ على عكس صناديق -أو علب- العديد من الساعات التي مرت بي من بعض الشركات، وأعتقد أن الشركة فخورة باسمها وشعارها الذي تراه منحوتًا في أدق التفاصيل. يحوي صندوق الساعة بالنسخة الجلدية التي وصلتني شاحنٌ جداري بقاعدةٍ دائرية لاسلكيةٍ مغناطيسيةٍ تلتصق بالساعة لتمنع انقطاع الشحن بسبب تحرك الساعة عن موضعها، مجموعةٌ من الكتيبات الإرشاديةِ التي لم يسبق لي أن قرأتُ أيًا منها، والساعةُ بكل تأكيد.
التصميم ومواد الصنع
للوهلةِ الأولى تبدو الساعةُ نسخةً من نُسخ Moto 360 في إصدارها الثاني بسبب رفع الزر الجانبي. الجيدُ بالأمر أن شاشة الساعة دائريةٌ تمامًا دون إقتصاص جزءٍ من الشاشة لوضع حساس الإضاءة عديم الفائدة. سوار الساعة الجلدي ليس بالجودة التي يوحيها شكله -ولو كان حكمي مبنيًا على سوار Moto 360- فهي حقيقةً ما استخدمت من الساعات وما يمكنني القياس به. جسم الساعة المعدني ممتاز وليس لي أن أتحدث عنه خصوصًا وأن الشركة قد تفادت عيب تثبيت السوار بجسم الساعة نفسها مما يشكل خطرًا على ظهرها. فكرةُ استبدال السوار بضغطةِ زرٍ هي فكرةٌ ممتازة وتتيح للمستخدم تخصيص ساعته بما يفضل من ألوانٍ وخامات ثون التقيد بما توفره الشركةُ فحسب من الملحقات المخصصة لساعاتها.
النظام وتجربة الاستخدام
إن كنت من مستخدمي أجهزة Android Wear فأنت مقدمٌ على تكرار تجربتكَ نفسها بدون أي مزايا إضافية حقيقيةٍ، واجهاتٌ مخصصةٌ للساعة ولكنها لا تعدو أن اكون مجرد واجهات قابلة للتحميل من متجر التطبيقات. وبعض التطبيقات الخدمية المضافة مسبقًا كتطبيق متابعة ضربات القلب والنشاط اليومي وتطبيقٌ لمتابعةِ الطقس وهي تطبيقاتٌ يمكن الاستغناء عنها ببدائل أخرى من Google لكنها إضافةٌ تحسبُ للشركة خصوصًا تطبيق متابعة النشاط اليومي وتطبيقه المتوافق مع أجهزة Android. دعم التطبيقات للساعات وإن كان قد تحسن كثيرًا إلا أنه لازال دعمًا خجولاً بطيئًا. إضافةٌ وحيدةٌ هي التي صنعت فارقًا وإن كان صغيرًا في استخدام الساعة مقارنةً بساعة Moto 360 التي سبقتها في الإنضمام لمجموعة أجهزتي وهي إمكانية تحويل الساعة لوضع الاستعداد بمجرد تغطية واجهة الساعة وكامل أطرافها بكفك وضغطها ضغطةً بسيطةً؛ هذا النوع من التحكم تبرعُ به الشركة بحسب ما شاهدت في هواتفها حقيقةً وآملُ أن تعمل هي وبقية الشركات على تطوير مثل هذه الأفكار لاستخداماتٍ مفيدةٍ ومنوعةٍ.
ماذا عن الإقتران وجهاز iPhone؟
وفرت Google تطبيق Android Wear المقدم لدعم أجهزتها الملبوسة على منصة iOS لكنَ مشكلةً ما تجعل من استهلاك البطارية والنظام مرتفعًا بصورةٍ لا منطقية، فالساعة لم تصمد لأكثر من ١٢ساعةً مع استخدامٍ خفيفٍ مع هاتف iPhone مقارنةً بأكثر من ٣أيامٍ وهاتفٍ يعمل بنظام Android.
ليست هذه المشكلة هي الأكبر! فالطامةُ الكبرى تكمن في كون الإتصال بين الساعة والـ iPhone كثيرُ الإنقطاع ويفتقد للاستقرار وهو ما يجعل أمر استلامَ التنبيهاتِ عليها بصورةٍ مفيدةٍ ضربًا من ضروب الخيال العلمي.
أتمنى حقًا أن نتلافى مثل هذه المشاكل في المستقبل ولا ألقي باللوم على Huawei فأكثر من مستخدمٍ تحدثوا عن مثل هذه المشاكل مع ساعاتٍ مقدمةٍ من شركاتٍ أخرى كذلك.
بين الحسناتِ والسيئات
لكل منتجٍ عيوبه ومزاياه. تمتاز Huawei Watch بتصميمها الكلاسيكي الشبيه إلى حدٍ كبيرٍ بالساعات التقليديةِ إلا أنها تقدم بشاشةٍ دائريةٍ كاملةٍ ومواد صنع ممتازة، إلا أن ما يعيب السوار الجلدي حقيقةً سرعة تأثره مقارنةً بالسوار المعدني بعوامل الرطوبة أو حتى انكساره بعد مدةٍ من الاستخدام؛ إلى جانب ذلك فالشركة لم تحرص على تقديم سوارٍ واسعٍ وهو ما يجعل من ارتداءها بصورةٍ مستمرةٍ أمرًا مزعجًا بالنسبة لي لضيف حجمها للأسف. بطارية الساعة والتي أبهرتني حقيقةً صمدت لأكثر من 4 أيامٍ بالاستخدام الطبيعي، مع العلم بأن شاشة الساعة تعمل بصورةٍ دائمةٍ وهي إحدى المزايا التي تجعلني مؤمنًا بأن شاشات الـ AMOLED والـ OLED هي الأفضل للاستخدام مع الساعات.