مما لا شك فيه أن دخول Apple عالم الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية كان له بالغ الأثر في زيادة المنافسة وتسريع التطور واحتدام المنافسة بين الشركات وإن لم تكن هواتف ولوحيات الشركة تقدم النقلات الضخمة المطلوبة في كل إعلان! في هذه المقالة سأتناول معكم أجهزة iPhone منذ بدايتها وحتى يومنا هذا
في العام 2007 وفي مؤتمر كشف فيه Steve Jobs عن الاصدار الأول من الـ iPhone وصفه حينها بأنه جهاز iPod بشاشة لمس، هاتف وإمكانية تصفح الانترنت! وذلك لم يكن بعيدًا مطلقًا عن مواصفات الهاتف المتواضعة في ذلك الحين والذي كان ينقصه الكثير من أبجديات التقنيات المتوفرة في أجهزة المنافسين كالاتصال بشبكات الجيل الثالث، تسجيل الفيديو، وتحميل التطبيقات من المتجر أو خارجه إلى جانب عدم دعم الهاتف حينها للغة العربية، إلا أن الهاتف قدم بعض المفاهيم الجديدة ولعل أبرزها كان حساسية الشاشة للمس المتعدد
في الإعلان التالي وتحديدًا في العام 2008 كشفت الشركة عن الجيل الجديد للهاتف والذي حمل الاسم 3G في إشارةٍ لدعمه شبكات الجيل الثالث. إلى جانب تقديم الهاتف وللمرة الأولى متجر التطبيقات App Store والذي كان له عظيم الفضل في إتاحة الفرصة للمطورين دخول عالم تطوير التطبيقات لأجهزة iOS وهو ما أضاف للهاتف قيمةً أكبر وأشعل المنافسةَ في دعم الأنظمة للتطبيقات وتوفيرها في متجر مخصص لها بصورةٍ مبسطة
أطلقت Apple متجر تطبيقاتها App Store للمرة الأولى في العام 2008 في إعلانها عن الهاتف iPhone 3G
استمرت الاصدارات تباعًا، وأعلنت الشركة عن نسخة iPhone 3G S في إشارة لأن الهاتف الجديد أسرع من سابقه، وقد حمل شاشةً بقياس 3.5إنشًا بدقة 480×320بكسل. مع خيار للنسخ واللصق. وتحديثٍ لسرعة الاتصال بشبكة الجيل الثالث. في العام التالي 2010 بدأت الشركة استخدام مصطلح Retina في هاتفها iPhone 4 والذي جاء مزودًا بكاميرا أمامية ودعم لمكالمات الإنترنت من خلال FaceTime، وتصميمٍ جديدٍ مغلفٍ بالزجاج من الجهتين الأمامية والخلفية وخيار تعدد المهام وبعض التعديلات على النظام في اصداره iOS4
في العام 2011 جاءت النسخة المحسنة iPhone 4S مزودةً بمساعد الشركة الصوتي Siri وجاء الهاتف مزودًا بكاميرا ذات 8ميجابكسل إضافةً لاصلاح الشركة مشاكل الارسال التي واجهت المستخدمين في iPhone 4 وكان هذا أخر جهازٍ تطلقه الشركة في عهد Steve Jobs
في العام 2012 جاءت النقلة النوعية في هواتف iPhone فمع إعلان الشركة للهاتف iPhone 5 انتقلت شاشة الهاتف من القياس السابق لتصبح بـ 4إنشات، واستبدلت الشركة منفذ الشحن التقليدي 30pin بالمنفذ الحالي Lightning والذي يدعم التوصيل بالاتجاهين. ثم طورت الشركة الهاتف نفسه مجددًا في العام التالي 2013 وقدمت الـ iPhone 5S بنفس التصميم إلا أن الجيل الجديد حمل مستشعرًا للبصمة لفتح الهاتف والشراء عبر متجر التطبيقات وحماية التطبيقات الداعمة لميزة الـ Touch ID كما انتقلت الشركة معه لمعمارية الـ 64bit في معالجها A7. كما كشفت الشركة في هذا العام عن النسخة iPhone 5C ذات الهيكل البلاستيكي بمواصفاتٍ مشابهةٍ لمواصفات الـ iPhone 5 ليكون هاتف الشركة الأرخص حيث باعته بقيمةٍ أقل من المعتاد
في العام 2014 تحولت الشركة للإعلان عن هاتفين سويًا بتصميمٍ جديدٍ وأحجامٍ متفاوتة، فقد كشفت عن الهاتف iPhone 6 الرئيسي إلى جانب iPhone 6 Plus صاحب الشاشة الكبيرة ذات الـ 5.5إنش. جاء الهاتفين بتصميمٍ متشابه ذا زوايا منحنية مع دعمٍ لتقنية الـ NFC المحددة فقط كخيارٍ للدفع. في العام التالي كشفت الشركة عن الهاتفين iPhone 6S/Plus بنفس التصميم والحجم إلا أنها عملت على تطوير استجابة الشاشة لقوة الضغط بما سمته بـ 3D Touch مع استخدام الجيل الثاني من مستشعر البصمة وزيادة حجم الصور الملتقطة بالكاميرا من 8ميجابكسل لـ 12ميجابكسل (التحديث الأول منذ iPhone 4S) إلى جانب توفير خاصية الـ Live Photo والتي تمكن المستخدم من التقاط صور حيّة متحركة
في العام 2016 افتتحت الشركة سلسلة هواتفها بالكشف عن الهاتف iPhone SE والذي كان بمثابة إعادة الـ iPhone 5 للحياة! هاتفٌ بنفس التصميم إلا أنه زوّد بعتادٍ متطورٍ جدًا مقارنةً بالجيل السابق رخيص التكلفة iPhone 5C. هذا الهاتف وكما ادعت الشركة كان موجهًا لأولئك الذين لم يتمكنوا من التأقلم والأحجام الكبيرة للهواتف وفضلوا البقاء مع هاتفٍ أصغر حجمًا
في ختام العام 2016 أعلنت الشركة عن هاتف iPhone 7 و iPhone 7 Plus مع مجموعةٍ كبيرةٍ من التحسينات، فقد زود الهاتفين بمعالج A10 رباعي الأنوية. وزودت الهاتف iPhone 7 Plus بكاميرتين خلفيتين تختلف كلُ منهما بحجم فتحة العدسة والبعد البؤري لها مما يمكن المستخدم من استخدامها للتقريب دون فقدان جودة الصور، كما تمكن الكاميرتين المستخدم من التقاط صورٍ معزولة الخلفية رقميًا باستخدام العدستين لدراسة عمق الميدان في الصورة. الهاتفين iPhone 7 قدما بزر Home غير قابل للضغط يعتمد في عمله على حساسية مستوى الضغط 3D Touch كالموجودة في شاشة الهاتف. إلى جانب كون الهاتفين مقاومين للماء. وقد استغنت الشركة في هذا الاصدار عن منفذ 3.5mm المخصص للسماعات مقررةً استخدام منفذ Lightning للشحن والسماعات
ختامًا، ومع مرور هذه السنوات العشر، يرى المحللون أن الإصدار القادم من iPhone سيحمل نقلةً كبيرةً كونه سيقدم في الذكرى العاشرة لبداية الهاتف. وأعتقد شخصيًا أن الإعلان قد يحوي إطلاقًا لهاتف إضافي غير الأساسيين يحمل اسمًا مميزًا وليكن مثلاً iPhone مجردةً من الأرقام والأحرف بمواصفاتٍ خاصةٍ كالتي يشاع أنها قادمةٌ في الجهاز القادم من شاشةٍ بتقنية الـ OLED واستغناءٍ تامٍ عن زر الـ Home وجعل مستشعر البصمة مدمجًا في الشاشة وغيرها من التقنيات، فما الذي تعتقده أنت للإعلان القادم؟